تنطلق فعاليات المنتدى العالمي للاستدامة بنسخته الثانية في العاصمة الإماراتية أبوظبي وتحديداً في مركز أبوظبي للطاقة يوم الاثنين، وينضم كبار مسؤولي الاستدامة والخبراء وممثلو الشركات الكبيرة والصغيرة والمتوسطة لحضور الاجتماع برعاية شركة أبوظبي للنفط أدنوك وبورصة نيويورك وشبكة الرؤساء التنفيذيين للاستدامة.

ويتصدر موضوع تكنولوجيا المناخ وتبني الشركات أطراً جديدة لضمان التطور التكنولوجي مع الحفاظ على البيئة للتصدي لتداعيات تغير المناخ أولويات المنتدى، مع العلم أن الاستثمارات العالمية في هذا المجال تشهد صعوداً في العالم وبعض الدول العربية مثل الإمارات والسعودية وقطر.

الالتزام بخفض الكربون

«معيار نجاح أي اتفاق هو تنفيذ بنوده»، بهذه الكلمات اختتم الدكتور سلطان أحمد الجابر، وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة الإماراتي، رئيس مؤتمر الأطراف COP28، بعد وصول الفعاليات المجتمعة في قمة المناخ إلى اتفاق الإمارات. وأكد الجابر، من المؤتمر الذي عقد في باكو الأذربيجانية تمهيداً لكوب 29 أن دولة الإمارات تقوم بدور رائد في نشر الطاقة النظيفة وتطبيقات التكنولوجيا المتقدمة عالمياً لتعزيز التنمية الاقتصادية والاجتماعية المستدامة وبناء مستقبل أفضل للبشرية.

بحسب دراسة ميدل إيست إينرجي، في حين أن تقنية احتجاز الكربون وتخزينه لا تزال غير مثبتة على نطاق واسع، فالاستثمار يتدفق إلى قطاع التكنولوجيا النظيفة في محاولة لإثبات أنها يمكن أن تعمل، المنطقة لديها بالفعل ثروة من المرافق حيث يمكن تخزين الكربون بسهولة، في شكل مستنفد حقول النفط والغاز، وتشير التقديرات إلى أن منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا يمكن أن تخزن 170 مليار طن من الكربون.

وفي مارس الماضي حصلت شركة كاربون كابتشر CarbonCapture ومقرها لوس أنجلوس على جولة تمويلية بـ80 مليون دولار، تهدف الشركة إلى بناء آلات لاحتجاز ثاني أكسيد الكربون من الهواء لمكافحة تغير المناخ، وكان من بين المستثمرين أرامكو السعودية، وتعد هذه الصفقة واحدة من أكبر عمليات ضخ رأس المال الجريء في الالتقاط الجوي المباشر.

تحفيز تكنولوجيا المناخ

وبحسب تقرير لشركة ماغنيت، فقد بلغ إجمالي الاستثمار بالشركات الناشئة في تكنولوجيا المناخ أوجه عام 2022 عند 229 مليون دولار، مقابل 67 مليون دولار فقط في 2023 بنحو 20 شركة ناشئة وهذه الأرقام لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، وجاءت معظم هذه الاستثمارات في قطاعات النفط والغاز مثل احتجاز الكربون بنحو 20 مليون دولار، والطاقة المتجددة 15 مليون دولار، والتوصيل 10ملايين دولار.

الاستثمار العربي الخارجي في تكنولوجيا المناخ وفق الدول المستفيدة

وتجاوز إجمالي استثمارات رأس المال الجريء في شركات تكنولوجيا المناخ 50 مليار دولار العام الماضي على مستوى العالم بتراجع 12 في المئة عن 2022، وحصل قطاع الطاقة على أكثر من 50 في المئة من هذه الاستثمارات بأكثر من 25 مليار دولار، يليه قطاع النقل فقد حصل على27 في المئة من الاستثمارات.

تكنولوجيا المناخ تحتل المرتبة الثالثة في الصناعة الأكثر تمويلاً على مستوى العالم وأظهرت انخفاضاً أقل من متوسط الانخفاض البالغ 38 في المئة ضمن تكنولوجيا المناخ، كان النقل إلى حد بعيد أكثر الشركات استثماراً في عام 2023 مع تخصيص 18.6 مليار وهو ما يزيد بنسبة 50 في المئة على المبلغ المتدفق في مركز الطاقة بحسب ديلروم.

يظهر أحدث مؤشر لصافي الاقتصاد الصفري لشركة برايس ووترهاوس كوبرز أن معدل إزالة الكربون على أساس سنوي هو المطلوب الآن للحد من ظاهرة الاحتباس الحراري إلى 1.5 درجة مئوية فوق مستويات ما قبل الصناعة يبلغ 17.2 في المئة سنوياً ارتفاعاً من 15.2 في المئة العام الماضي، فيما بلغ معدل إزالة الكربون في عام 2023 نحو 2.5 في المئة، ويحتاج العالم إلى مضاعفة متوسطه في إزالة الكربون على مدى العقدين الماضيين البالغ 1.4 في المئة لتحقيق هدفه.

واستمرت الولايات المتحدة في كونها أكبر سوق لتكنولوجيا المناخ في 2023، واستثمرت نحو 15 مليار دولار في الشركات الناشئة هناك تليها الصين بنحو 12 مليار دولار.